خيبتي لا مخرج منها!

خيبتي لا مخرج منها!

عندما كنت صغيرة كنت كثيرا ما افكر في عائلتي و في ظروفها ولماذا هم هكذا.. عند قراءتي للقصص و استماعي للمعلمات عن موضوعات في الامومة والأخوة و الصفات الانسانية السامية اتساءل لماذا لم اشاهد تلك الصفات على أرض الواقع بين قريناتي و قريباتي؟ بعد ان كبرت قليلاً ازدادت التساؤلات مع ازدياد المشاهدات و القراءات ومع مرور الأيام و اكتسابي لثقة الكثيرات كنت استمع لهن بفن عجيب و بطريقة حتى انا لا اعلم كيف اكتسبتها استمع لمشكلاتهن الخاصة والعامة كثيراً ما كنت اقترح عليهن الحلول لكثير من تلك المشكلات التي قد تكون احياناً اكبر بكثير من عقلي الصغير الضعيف وبعد ان وصلت لسن الرشد مع استمرار تنصيبي لنفسي او تنصيب غير لي لا اعلم في مكانة المستشارة الاجماعية والاسرية للكثيرين من المعارف الذين لا يعرفون عما ابداخلي شئياً بعد كل تلك السنين و ذلك الكم من القصص التي سمعت ولا ازال اسمع بها اكتشفت ان كل ما يقولون عنه مشكلة اوخيبة امل هو بمثابة دعابة صغيرة بالمقارنة مع مشكلتي و خيبتي الانسانية. لا توجد خيبة امل اكبر من فقدان الانسان ..انعدام المشاعر وانعدام الحنان الفطري والمكتسب أو حتى المصطنع بينك وبين اناس انت منهم ومعهم ولهم.. خيبة املي هذه ولدت منها خيبات آمال كثيرة على جميع الاصعدة والميادين الاجتماعية والنفسية والمادية والعلمية والعملية..الخ 
ليس لي  فحسب انما عمت الخيبة من اعمل معهم ومن اصادفهم ومن اتعرف بهم ومن يعيش معي أويحاول الاقتراب مني ما اصعب ان يعيش الفرد دون ماضي أيا كان الماضي ذاك...الصعب أن يكون دون حاضر و لا يعلم شيئا عن المستقبل اليست هذه خيبة أمل حقيقية؟ 
الاستفهامات تملأ رأسي من السبب في خيبة الآمل؟ أنا ام انت ام هم ام نحن؟ من الذي اعدم الصداقة؟ من الذي زرع المفاهيم هذه داخلي ولم اجد من يوافقني عليها؟ هل ساجد من يفهم ما أقول و يحال معي تطبيقة على أرض الواقع؟ متى يأتي ذلك اليوم الذي ترى فيه افكاري النور و تخرج من عقلي؟ سلكت طرقاً كثيرة لتحقيق هدفي لكنها تتقطع بي قبل النهاية 
صرخات تنبع من اعماقي ولا تجد سوى صداها فقط ... اسائلة تحيرني ولا تحير احداً .. تعيقني و تمنعني من هذا أومن عمل ذاك والذهاب إلى هناك بل العودة من هنا ...و 
اخيراً على من خاب أمله لملمة المتبقي منه لصنع أمل جديد يسعى في تحقيقة


رسالة اسبوعية- نشرت في مجلة الاسرة العصرية

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بدالة في البيت

الأمل المتجدد

أماه.. أنت الحياة