نعتذر فأنت محجبة؟

نعتذر ... فأنت محجبة! 

شرط.. غير معلن وغير صريح، ولكن عيونهم تعلن عنه قبل ألستنتهم، تنطق بكل أسف: نعتذر عن قبولك لهذه الوظيفة، ليس العيب في الشهادة..ولا في الخبرة..ولا في اي شئ مما يؤهل للحصول على هذه الوظيفة أو تلك.. اذاً لماذا؟! الا ...اجابة انت محجبة! و يغلق أمامي ألف باب و اعود من حيث بداءت ابحث عن عمل أطالع الشروط، كلها تنطبق علي .. لكني أعرف النتيجة سلفاً وحتى قبل اجراء المقابلة.. سوف يرفضونني بسبب الحجاب.
عشنا في مجتمع يرفض السفور و تربينا في اسرة محافظة و نشأنا في حب الله، والخوف من عقابة،كنت أسمع دائماً منذ الصغر المرأة المسلمة يجب أن ترتدي الحجاب.. المرأة المسلمة يجب أن تستر جسمها ولا تظهره إلا لزوجها، وكانت قناعاتنا به تساوي تمسكنا بديينا، و كبرنا على هذه.. و تعلمنا فالاسلام يحث على العلم، وخرجنا للعمل وهذا ايضاً لم يحرمه الاسلام طالما اننا نراعي الله و ديننا ثم ماذا حدث؟ لقد تغيرت المفاهيم و النفوس والقناعات.
أنا مقتنعة بالحجاب ..ولن اتنازل عنه ولكنه للأسف أصبح لا يتناسب مع الحضارة و التقدم و أصبحت في نظر أرباب العمل متخلفة و غير متحضرة و أجدني أتساءل كيف يقبلون بزوجاتهم متحجبات و يرفضون المحبجة في العمل؟ وهل يحاولون تعويض النقص في بيوتهم على حسابنا؟ هل يبحثون عن موظفة تقوم بمهام عملها على أكمل وجه أم يفضلون الكسيات العاريات صاحبات الوجه الجميل والشعر الملون حتى يكن الوجه المشرق الجذاب لعملاء الشركة؟ فإن صح ذلك في احدى الشركات الاجنبية او الهئيات العاملة في الخارج لقلنا - اجانب- وهم أحرار ولكن للأسف يحدث هذا في شركات ومؤسسات وهيئات محلية و في الكثير من مجتمعاتنا الخليجية والعربية!
فهل نحن في زمن التبرج والسفور والتنازل عن المبادئ؟! وهل نتنازل عن اشياء من أجل أشياء أخرى؟ البعض يقول: الضرورات تبيح المحضروات في مثل هذه الحالات ولكني ارفض هذا المبدأ ومهما كانت حاجتي للعمل لن أخلع الحجاب و يبقى سؤال أطرحة ضمن هذه القضية لتناقشوه معي 
ماذا تفعل المراة اذا سدت في وجهها أبواب العمل بسبب الحجاب وكانت في حاجة ماسة لدخل تعيش منه هي واسرتها؟!


قضية للمناقشة- نشرت في مجلة الاسرة العصرية 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بدالة في البيت

الأمل المتجدد

أماه.. أنت الحياة