بدالة في البيت

بدالة في البيت!

لا أحد ينكر انتشار هذه الظاهرة في مجتمعاتنا الخليجية، و المثير حقا أن أغلب الناس يتعاملون مع الموبايل وكانه موضة أو صرعة شانه في هذا شأن أية بدعة يتعلق بها الكبار والصغار،و رفاهية مجتمعاتنا تساعد على تفشي مثل هذه الظواهر،وليس غريباً أن نجد معظم افراد الاسرة الواحدة لديهم النقال وان اختلفت الاهتمامات والأعمار، و ان اختلفت ايضاً الاسماء والماركات... وكثيراً ما تحلو الاحاديث والاتصالات و يتحول البيت على انغام الموبايل إلى بدالة أو سنترال للهواتف العمومية.. نعم هذه هي الحقيقة و لا ابالغ في ان الاغلب ليسوا في حاجة إلى هذا الجوال سوى بهدف التقليد الاعمى و للدلالة على التمدن والتحضر خاصة النساء،فهن عاملات أوغير عاملات يحملن الموبايلات وكانه لعبة بيد الصغار و الاطفال... أما المراهقون والمراهقات فهمهم أكبر.. وما يدهشني حقيقة أن أرى فتاة في الرابعة عشرة من عمرها أو شاباً لم يتجاوز هذا العمر، ويحمل كل منهما الموبايل! فما الغرض اذاً؟ و أية نتائج يمكن أن يجنيها الأهل و مجتمعاتنا من وراء هذه التصرفات؟ و اذا سالت الفتاة لماذا تحملين الجوال ترد ببساطة لأن صديقتي عندها واحد و أنا لست أقل منها فأنا ابنة فلان..ثم تتركني و تنزوي في احد الاماكن للحديث و يتكرر المشهد في كثير من الاماكن العامة والمتنزهات ..أقول لأمثال هؤلاء هذه الاجهزة صنعت لأصحاب الاعمال... ولمن تتعدد مهامهم وتطول بهم المسافات فلا يستطيعون متابعاتها الا من خلال الاتصال وبشكل سريع و لم يكن الهدف المباهاة والوجاهة أو للدلالة على الحسب والنسب المكانة الاجتماعية والمقدرة المالية، و قفة معكن من  أخت غيورة عليكن...يا بنات حواء ان التقدم والحضارة في العقول وفي الافكار لا في الشكل و المظهر.



مشاركة- نشرت في مجلة الاسرة العصرية 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأمل المتجدد

أماه.. أنت الحياة