التعبير يخرجها من حيز الملكية

التعبير .. يخرجها من حيز الملكية 

عندما نكتب آراءنا و تجاربنا الذاتية و نقوم بنشرها فهي بذلك قد خرجت من حيزالملكية الخاصة إلى العامة فأصبحت بالتالي من حق عامة الناس أن يتعرفوا إلى شخصية محدثهم عمن قال وفكر وكتب و اشار بهذا الرأي أو بتلك الفكرة. من خلال كتابتك نتسطيع التعرف إلى شخصيتك، كثيرون يكتبون ويقولون ما لا يتوائم مع شخصياتهم ولا يعبر عنها لكن الصادقين فقط من تكون آراهم نابعة من ذوتهم ومن دواخلهم تعبر عنم وتدل عليهم فمن يلجا للاسماء المستعارة او الرموز هوبتصرفه ذلك يعبر عن نفسه الخفية والشبح القابع داخلها.. إن لم تكن له أسباب أخرى:خوف-خجل-عدم ثقة بالنفس-تمسك بعادات غريبة-تمسك بعادات وافكار لا تناسب العصر-من لا يتسطيع الدفاع عن رأية المقتنع به والنابع من أعماقه فلا داعي لنشره على الملأ... يقال من ناحية أخرى يوجد من يعشق الإثارة و يعتقد مفهوم خاطئاً عن الثقافة والنقاش والحوار والجراءة في ابداء الرائ كما حصل مع الصديق "محمد بداه" ومن تحدثوا عن تجربته في جمع كتاباته كما أن البعض الآخر من الاقلام تعشق الظهور فقط بإبداء رأي غير مقتنع به وغير مؤمن به ولا يطبقة في حياته الخاصة ذلك الرأي فقط للنشر وظهور اسم صاحبه مع المقال وهذا نوع من الخلل والتعرقل الفكري كما أن دور التربية والاسرة في هذا القضية تبادلياً في السابق كانت المرأة تخجل من نشر ابداعاتها الادبية أو ارائها الذاتية باعتبار أنه من العار أن تقول أو تتحدث فالسيادة كما هو معلوم كانت للرجل فقط كذلك تؤثر التربية على الرجل إذا أراد أبداء رأية يراعي مكانته ونظرة الناس له.
فالحياة الانسانية بها امور خاصة وامور عامة شخصية لا يمكن لأحد الاطلاع عليها بينما الوضع الراهن يدل على انه لم يعد لدينا ما هو خفي حتى اسرار البيوت انتقلت للفضاء ولصفحات المجلات كيف ذلك؟! ما هذه العولمة الثقافية الفجة؟ اما الحقوق الضائعة و قضيتها فهذه لا تحتاج إلى كلام ولا كتابات فنحن أكثر الناس بلاغة في الحديث و أقعسهم عند العمل، نتحدث عن الحقوق لكن بطريقة عشوائية غير واضحة وغير موجهة ما هي هذه الحقوق؟ من أسماها حقوقاً؟ وما هي مميزات وصفات ذلك الحق ثم من هم الذين سلبوه منا علينا أن لا نغضب من كلمة الحق و لانخاف منها وأن ننطق بها ونعمل بها ونبدأ بأنفسنا اولاً سواء كان الحق لنا او علينا لا ان نخاف من عقوبة أو نحرص على اغراض ذاتيه, علينا ان نفكر في الجميع واللجميع ان تكون احلامنا عامة ولا نعيش بذاتيه وانانية مفرطة حتى مع انفسنا كما هو حالنا اليوم.
و بالتالي لا نكون قد حققنا ذواتنا.. ولا حققنا الصالح العام ! وكل ذلك يبدو لي بسبب "سياسة" التخفي والهروب من مواجهة الحقيقة و عدم الاعلان عن انفسنا بوضوح.

مشاركة-نشرة في مجلة الاسرة العصرية

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بدالة في البيت

الأمل المتجدد

أماه.. أنت الحياة