سبب الرزق فوق الاسباب

سبب الرزق فوق الاسباب

حقاً هي قضية مجتمعات لا قضية أفراد و لذا أود التحدث عن القضية من زاوية أخرى فالأخ أمين تحدث عن المجد و قرنه بالوجاهة وأنا اقول لا علاقة بين الوجاهة والمجد فالمجد لا يناله إلا من سعى إليه سعيا حثيثاً و خطط له خططا مدروسة .. المجد لا نحصل عليه الا بالايمان والعمل والعلم بهذه العناصر الثلاثة ويكون المجد خالداً مع الاستمرار في المحافظة عليه لكن مع طول الأمد يندثر ويهن ويضعف لضعف مكوناته الرئيسية و عدم الاستمرار في نمائة وزيادته والمسلمون عندما وصلوا للقمة توفقوا وأصبحت لديهم قناعة بالاكتفاء الذاتي بينما في النقيض من ذلك وفي الجهة المعاكسة مجد أخر وقمة أخرى للدول المتقدمة اليوم ومالها من مكانة ومن قوة وعظمة و نفوذ و الحكمة الوضحة في استمرار تلك القوة والنفوذ هي سعيهم الحثيث والدائم و بحثهم عن الجديد والمفيد لم يحصل لديهم والاكتفاء الذاتي حتى الان فلهم كل الحق و هذا ما يحتمه ويفرضه العقل أن نسلم بالحقييقة وتعترف بها فمن جد وجد .. فالطموح لا حدود له  إذا كان مشروعاً المهم الا يتحول من طمح إلى طموع .. كثيرون هم الذين يصلون إلى القمة بالاساليب الملتوية من وساطة وكذب و زيف وغش وصعود على اكتاف الاخرين هم يعتبرون ذلك شطارة أو نوعا من الذكاء صدقاً هم اذكياء واذكياء جداً لكن ذكاءهم ذلك لم يحسنوا استغلاله والاستفادة منه كما ان الوصول ليس مهماً بقدر أهمية المحافظة على تلك القمة التي وصلنا لها صحيح أن الله يرزق من يشاء بغير حساب لكن لكل سبب المسبب ولكل حدث المحدث عموماً علينا التفكير في سبب وطريقة نصل من خلالها إلى اية قمة نريدها ونختارها فالمجد والعلي ليسا محصورين في المال والثراء فقط في كل شئ في هذه الدنيا مجد وعلى الحكيم ان يحدد ما يناسبه وما ترغب به حقاً لا ما يرغب فيه غيرك أو يفعله غيرك للمجد حلاوة لا يتذوقها الا من تعب في صنعه وللقمة زهوا لا يشعر به الا من سعى اليها بجهد و جد واجتهاد في هذا الزمان مسموح لنا بالتنازل عن بعض القواعد حتى نصل كما أنه من الافضل لنا ان نحني رؤوسنا للريح وإلا اخذتها معها كذلك الخطط الناجحة يجب ان تتسم بالمرونة وتكون قابلة للزيادة والنقص بحدود و قيود مشروعة ليس لنا الخروج عنها أو نجاوزها.

مشاركة-نشرت في مجلة الاسرة العصرية