الحياة قد تستمر دون أطفال

الحياة قد تستمر دون اطفال

قال تعالى في محكم آياته (لله ملك السماوات و الأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء اناثاً و يهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكراناً و اناثاً و يجعل من يشاء عقيماً انه عليم قدير) سورة الشورى الايتان 49-50
هذه الآية الكريمة توضح الحكمة الالهية في اختلاف البشر من ناحية الانجاب كما ان الانجاب صفة حيوية ذاتية بمعنى أن نفعها عام ولكن ضررها قاصر على صاحبها كما ان الله قال في سورة الكهف (واما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرههقهما طغياناً و كفراً فأردنا أن يبدلهما ربهما خيراً منه زكاة واقرب رحما) الاية 80-81 
موضحاً سبباً من أسباب عدم الانجاب، اما ان يكون لصالح الابوين أو من صالح الأبناء و احياناً امتحان من الله لعبادة المؤمنين  أوعقاب معجل على معصية وهكذا هي حياة المؤمن... أما من ناحية الاعتقاد بأن الأباء او الرجال لا يهتمون بوجود طفل في حياتهم وان قالو ذلك او صرحوا به فليس صحيحاً انما ذلك نوع من محاولات التماسك والمكابرة والصمود فالتزاوج من أهدافه انجاب الأطفال كما أن هذه غرائز زرعها الله في البشر فليس من الصواب ان غريزة حب الطفل عند الرجل قد تختفي او تنعدم مع مرور الوقت و ان وجد الحب بين الزوجين فذلك ليس كافياً انما تلك العاطفة عند المراة أقوى لانها تكاد تكون سامة ثابته او ملصقة بها أكثر فهي من تحمل وتلد و ترضع و تربي فكل أو معظم مراحل نمو الطفل و علاقته وثيقة معها لذلك تعتبر انعدام القدرة على انجاب طفل نقصاً في انوثتها ...كذلك من الرجال احياناً من يتحرجون من ذلك ويعتقدون انه نقص في سماتهم الرجولية مع العلم بأن الكمال لله وحده هو من يعطي ومن يمنع والحياة قد تستمر دون اطفال كما انها قد تتوقف وتتعرقل مع وجودهم فلنتامل قوله تعالى(المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثواباً و خير املاً) في الباقيات الصالحات الحمة وهي ان ما انعم به الله علينا كثير فلماذا نحزن عند فقدان القليل؟ اعزائي الحل الأمثل في مثل هذه الحالة هو الرضا بالقضاء والقدر مع الايمان بالله عز وجل و لنتمثل بقول الشاعر 
                         لكل شئ اذا ما تم نقصان 
                                         فلا يغرنك بطيب العيش انسان


مشاركة-نشرت في مجلة الاسرة العصرية 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بدالة في البيت

الأمل المتجدد

أماه.. أنت الحياة