البشحيوانية تنافس هوليوود

البشحيوانية تنافس هوليوود


الحيوانات لا تهاجم أحداً و تظهر وحشيتها الا اذا احست بالخطر، فهي وسيلتها الدفاعية الوحيدة هي لا تملك العقل حتى تحاول التفكير بطريقة أفضل من الهجوم بالمخالب والانياب على من يقترب منها أو من يهدد حياتها وحياة أبنائها... أسفي شديد على حالنا نحن البشر ان يؤول إلى تلك الاساليب الوحشية في الانتقام والدفاع عن النفس أو حتى حماية الحقوق .. قال الزمخشري:(أيام كنا وكان الغاب موطننا نقاسم الوحش سكناه و أوطانة) اعتقد أن في هذا البيت اشارة إلى الأصل الانساني والبشري لولا ان اخصنا الله بتلك النعمة العظيمة .. العقل، ثم وضع قوانين الأديان السماوية التي هذبت النفس الانسانية وميزتها عن غيرها من الكائنات منذ زمن لا أومن بوجود مثل تلك الجرائم في جميع الاقطار وكافة المجتمعات وعندما أقرأ عن حدوثها في مجتمع غير مسلم التمس العذر مع بشاعة صنيعهم بأنهم لا يوجد لديهم دين يحثهم على الرحمة والتعاطف، هم أناس ماديون حياتهم كلها من اجل الماديات وكل الطرق مباحة في سبيل الحصول عليها و ان كان قتل الأم ، الاخت او حتى الأبناء انما ما لا أجده هو العذر لمن هم بيننا ومعنا ومنا و يفعلون ما هو ابشع لا يمكننا تبرير ذلك بالتقليد او التأثر. ان من اعتنق الاسلام وانتسب إليه لا يقلد أي شئ ومن دون سبب قوي و دافع مغر لتلك الجريمة أتساءل من يقتل امه كيف؟ و باي شكل يكمل حياته؟ كيف يمكنه بعدها الأكل اوالنوم؟ قد نلتمس العذر لقاتل في غير عقلة، ولكن لا ولن نعذره اذا لم يكن في وعيه او فقد عقله بسبب مخدر ثم أقدم على فعلته، هذا يضاعف له العقاب ليكون عبرة، وما بالكم بمن يخطط وينفذ .. إليكم هذه الجريمة التي حدثت في الواقع وليس في أحد افلام هوليوود انما بجوارنا.. قام جماعة من العمال باختطاف شاب وذبحه ثم تقطيعه على غرار ذلك التقطيع الخاص بالجزار والشاة ثم صنعوا أصنافاً من الأطعمة من لحم ذلك الشاب -ليس الشاة- و أكلوها و شاء الله أن يفضحهم فمرضوا من جراء أكل اللحم البشري فتمكنت السلطات منهم هذا سبب أخر ووجه من وجوه الجريمة المقنعه. إنها الفئات الدخيلة بعقائدها الغريبة و طقوسها العجيبة، كنا نرى مثل هذه القصص ممثلة في الآفلام المرعبة، والتي لا يقبل على مشاهدتها الكثيرون بل يرفضونا لما بها من مشاهد مفزعة مع أنها من خيال هوليوود فقط بينما اليوم فإننا نشاهد هذه الافلام في شوارعنا و صحفنا اليومية ووكالات الأنباء فلا نستغرب اذا وصلت العدوى بيوتنا نظراً للتراكمات والاحباطات والقهر وضياع الحق وهذا ولكي لا يفسره البعض خطأ ليس تبريراً لتلك الجرائم اطلاقاً انما محاولة لتلمس الآسباب الحقيقية فنجدها بعد ذلك تشير دائماً إلى انعدام الايمان من القلوب لتنتج هذه النماذج "البشحيوانية".


مشاركة- نشرت في مجلة الاسرة العصرية

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بدالة في البيت

الأمل المتجدد

أماه.. أنت الحياة